تكويـــن المفاهيــم
كما استطردنا سابقا أن المفهوم يشكل شيئا جوهريا في عقلية الانسان، والقصور في المفاهيم يعد معلما من معالم التخلف، وصناعة المفاهيم عمل فلسفي أصيل يحتاج للتخصص والدقة، وغالبا ما يكون غير متوفر لدى المربي سواء كانوا آباء او امهات.
وهنا نطرح مفاهيم تساعد على تكوين المفاهيم دون مربي أو معلم:
- الحوار المثمر:
وهنا لا نتكلم عن الحوار بشكل عام فهو أكثر الكلمات المطروقة هذه الأيام، وإنما نتكلم عن الحوار المثمر فالمربي يستطيع تهيئة الطفل للحوار في المستقبل من خلال تعليمه آداب الكلام والاستماع وتشجيعه على التعبير عن آرائه.
لتكوين العقلية الحوارية للطفل علينا المرور بهذه المفاهيم:
- الحوار يهدف لإظهار الحقيقة وتسليط الضوء على النقاط المظلمة؛ وهذا هو الهدف السامي الذي يسعى له كل مسلم
- عند الحوار يجب الحرص على شرح وجهة النظر كاملة، وتدعيمها بالبراهين، وإحسان الكلام ، والإيمان بأن الحوار يكون في رأي شخصي وليس مسلمة فهو يحتمل الصواب والخطأ.
- الحرص على الاستماع إلى محاورك، وتوزيع الوقت بالتساوي بينكم.
- الحوار المثمر يكون له موضوع واحد حتى لا يضيع الوقت سدى وتتشتت الأذهان.
- عندما يكون الحوار بين فريقين، لا ينبغي أن يحتكر الحوار شخص واحد، فهذا أنانية وهو بذلك يحرم الأخرين من قول ما يريدون.
- تشجيع المحاول من خلال التلفظ بكلمات لطيفة وعن طريق لغة الجسد والإيماءات، فهذا يجعل الجلسة لطيفة وتخفف التوتر.
- إذا علت نبرة المحاور أو احتد في جداله فعلى الطرف الآخر محاولة فهمه وتذكيره بما اتفقوا عليه ، فالمحاور الجيد يهتم بجعل الحوار هادئ وهادف وليس مسألة هزيمة وانتصار.
- تجنب الألفاظ التي تحمل أكثر من معنى والغامضة والفضفاضة في دلالتها؛ فالهدف النهائي هو جعل الحوار يفضي لنتائج واضحة ومحددة.
- الحوار ليس ساحة معركة، فحين يشعر المحاور أنه لم يفهم محدثه يستوضح منه ويركز على ما يقول؛ فهذا أفضل من الادعاء.
- الاستعداد للحوار قبل الدخول فيه، عن طريق ترتيب الأفكار وتحديد المسائل والأسئلة التي سيركز عليها.
- على المحاور المسلم أن يجعل حواره مطارحات ثقافية هادئة، ولا يتعصب في رأيه ولا يساوم في الأمور اليقينية ولكن الاجتهاد ووجهات النظر التي قيلت خلال الحوار يرسخ الصائب منها ويتخلص من الخاطئ منها.
- تعليم الطفل التعبير عن أرائه بلطف وهدوء وألا يحولها الى خلاف شخصي بين المحاورين.
- لإنهاء الحوار يجب اتباع طريقتين
- ختمها بطريقة جميلة تأكد أ ن الاختلاف لا يفسد للود قضية.
- تلخيص كل ما تمحض عنه الحوار وتوضيح جوانب الاتفاق والنزاع.
- الحكم على الأشياء.
عرجنا كثيرا على تنبيهات للمربي في حسن تدريب الطفل على تحمل المسئولية والثقة بالنفس.
وهنا نوضح أهمية تشجيع الطفل على ذلك عن طريق تدريبه على إطلاق الأحكام، فعليه أن يعرف كيف يصدر الإحكام على الناس والأشياء ضمن أصول وقواعد وآداب منها:
- التريث والتأكد قبل إصدار الأحكام فعلى المربي تعويد الطفل على إمساك لسانه حتى يتثبت من حكمه.
- إن الكبار قدوات للصغار فهم يرون كل ما يفعله الكبير صحيح، فالكبار عليهم توضيح أن أحكامهم والتي هي جزء من مواقفهم اليومية قد تكون غير صحيحة وأنهم قد يتراجعون عن قولها بسبب الحياء أو الغفلة أو عدم الاكتراث .
- على المربي تعليم الطفل أنواع الأحكام، فمنها ما هو شخصي وخاص بالذوق وهذا يختلف من شخص لأخر وهناك ما هو قانوني أو اجتماعي وهو يختلف من بلد لأخر، وأخيرا الحكم الشرعي وهو حكم تعبدي يَحْرُم الاختلاف فيه .
- يحتاج الصغار الى التدريب على إصدار الأحكام بدقة وذلك عن طريق التصحيح المستمر لتعبيرات الطفل والشرح له متى ولماذا يستخدمها.
- تعويد الطفل على النقد الموضوعي ،فهناك من يبالغ في مدح أسلوبه ويهون من إنجازات الآخرين بسبب غيرة او حسد ؛ فالقرآن أمر بحمد الله في الأولى ومحاسبة النفس على تقصيرها في الثانية.
- الصداقة.
مفهوم الصداقة من المفاهيم المهمة للغاية؛ لأن الانسان لا يستغني عن وجود الأصدقاء الجيدين وخاصة الصغار … فمن هو الصديق؟ الصديق في لغة العرب هو الصاحب الصادق في مودته ومحبته، الذي تشتاق إليه والذي يضحي من أجلك والذي يرجو لك الخير ولا يحسدك على نعمة تصيبها ولا يتشمت بك على مصيبة أصابتك.
عندما يتكون لدى الطفل مفهوم الصداقة يسأل أسئلة منها:
هل كل الذين نختلط بهم أصدقاء؟
هل كل من نعده صديق يكون موثوقا؟
هل هناك من يتشاجر مع أصدقائه؟
هل يمكن للمرء أن يصادق أعداءه؟
هل يمكن اتخاذ الصداقة وسيلة للتقرب الى الله؟
هل هناك صداقة دائمة؟
كيف ممكن أن أحصل على صديق؟
وهنا على المربي الإجابة عليها بصدق ومناقشته فيها ليفهم المعنى الحقيقي للصداقة
توضيح الصداقة في ثلاثة محاور:
- الكرم والبذل بين الأصدقاء، كتقديم الهدية في مناسبة ما.
- الحرص على مصلحة الصديق، وقد تكون المصلحة دينية خلقيه او مادية.
- تحمل أذى الصديق والصبر عليه، لأنه قد يؤذيه بدون قصد أو في لحظة ضعف.
تدريبات وتطبيقات
- عود نفسك على ان تسال الطفل عن المعاني التي فهمها من كلامك.
- عرف الطفل على طريقة تحدث الشخص المتعصب لأفكاره والباحث عن الحقيقة.
- اسأل الطفل لماذا على المسلم الامتثال للأحكام الشرعية دون نقاش.
- الأطفال في حاجة لتعليمهم كيف يعبرون عن غضبهم دون تجن على أحد.