سلبيات ضرب الأطفال
15نتيجة سلبية ( لهذه الأسباب ممنوع الضرب)
- ضرب الطفل يولد كراهية تجاه ضاربه مما يقتل المشاعر الإيجابية .
- يجعل العلاقة علاقة خوف لا احترام وتقدير .
- الضرب ينشئ أبناء انقياديين لكل من يملك سلطة وصلاحيات أو يكبرهم سنًا أو أكثرهم قوة.. ويجعلهم أسهل للانقياد والطاعة العمياء لاسيما عند الكبر مع رفقاء السوء.
- الضرب يقتل التربية المعيارية القائمة على الاقتناع وبناء المعايير الضرورية لفهم الأمور والتميز بين الخطأ والصواب والحق والباطل.
- الضرب يلغي الحوار ويضيع فرص التفاهم وفهم الأطفال ودوافع سلوكهم ونفسياتهم وحاجاتهم.
- الضرب يحرم الطفل من حاجاته النفسية للقبول والطمأنينة والمحبة..
- الضرب يعطي نموذجًا سيئًا للأبناء ويحرمهم من عملية الاقتداء ..
- يزيد من حدة العناد عند غالبية الأطفال ويجعل منهم عدوانيين.
- الضرب قد يضعف الطفل ويحطم شعوره المعنوي بقيمته الذاتية فيجعل منه منطويًا على ذاته خجولًا لا يقدر على التأقلم والتكيف مع الحياة الاجتماعية..
- الضرب يبعد الطفل عن تعلم المهارات الحياتية(فهم الذات- الثقة في النفس –الطموح – النجاح ..)ويجعل منه إنسانًا عاجزًا عن اكتساب المهارات الاجتماعية (التعامل مع الآخرين أطفالًا كانوا أو كبارًا)
- اللجوء إلى الضرب هو لجوء لأدنى المهارات التربوية وأقلها نجاحًا.
- الضرب يعالج ظاهر السلوك ويغفل عن أصله.. ولذلك فنتائج الضرب عادة ما تكون مؤقتة ولا تدوم عبر الأيام.
- الضرب لا يصحح الأفكار ولا يجعل السلوك مستقيمًا.
- الضرب يجعل الطفل يترك العمل خوفًا من العقاب ويقوم بالعمل من أجل الكبار ..وكلاهما انحراف عن دواع السلوك السوي الذي ينبغي أن يكون نابعًا من داخل الطفل( اقتناعًا- حبًا- إخلاصًا- طموحًا- طمعًا في النجاح وتحقيق الأهداف خوفًا من الخسارة الذاتية)
- الضرب يدفع الطفل على الجرأة على الأب والتصريح بمخالفته والإصرار على الخطأ..
و قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ان الرفق لا يكون في شيء إلا زانه”
ومتى يكون الرفق أوجب ما يكون ؟ مع هؤلاء الصغار.
إننا لا نحتاج أن نترفق بالطفل حين يتفوق في درسه وتحصيله.
ولا حين يسبق أقرانه في الفهم و الاستجابة.. ولكن عندما يبدو على الطفل ما نظنه غباء وتقصيرًا في الفهم والتحصيل عندئذ تطير ألباب كثير من المربين…فلا يجدون إلا العنف أو التهديد ليوقظوا الطفل من غفوة عقله.
وقد تنجح هذه الوسيلة مع بعض الأطفال في بعض الحالات فيظن المربي أنها الوسيلة الناجحة دائمًا ومع الجميع وينسى هؤلاء المربون أن الأسباب التي تؤدي بالطفل إلى هذا الموقف لا حصر لها وأن علاج الغفلة أو التقصير يتنوع ويتعدد بمقدار تنوع أسبابها وتعددها.
الرسول صلى الله عليه وسلم والضرب
هل نضرب أبناءنا ؟
وما المصلحة المرجوة من ذلك؟ وما المفسدة من ذلك؟
مهم أن نطرح الموازنة بين المصالح والمفاسد في التأديب من خلال العقوبة البدنية متبعين في ذلك منهج القرآن الكريم:
“يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما”
المنافع ثابتة لكنها لا تكفي لإباحة الخمر والميسر.
- يستدل المؤيدون للضرب بكونه وسيلة تربوية للتأديب بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “مرو أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع”
وما أفهمه من الحديث النبوي من موقعي التربوي وزادي مما تعلمته من علمائنا الافاضل :
- تعويد الأطفال من سن السابعة
وهذا واضح بصيغة الأمر (مروا) والأمر يفيد الوجوب ..
والحكمة من ذلك أن يستأنس الطفل ويعتاد على الصلاة فيسهل عليه إقامتها اذا وصل سن البلوغ …
- الطفل أكثر استعدادًا في سن السابعة فهو يومها أسلس قيادًا وأسرع مواتاة وأميل الى التقليد بل هو في طور بناء عاداته السلوكية ، وعزيمته مرتفعة لا يشوبها شائب ..
- مسؤولية الكبار أعظم.. والضرب مطلوب على الكبير قبل الصغير وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية كلامًا رائعًا في هذا المجال:
“ويجب على كل مطاع أن يأمر من يطيعه بالصلاة، حتى الصغار الذين لم يبلغوا ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم “مروهم للصلاة لسبع …الخ” ومن كان عنده صغير مملوك أو يتيم أو ولد ولم يأمر بالصلاة فإنه يعاقب الكبير إذا لم يأمر الصغير، ويعزر الكبير على ذلك تعزيرًا بليغًا، لأنه عصى الله ورسوله” (مجموع فتاوى22/50)
- التدرج سنة تربوية وطبيعة بشرية
ثلاث سنوات من العمل والتعويد والتشجيع والتدريب كفاية لأن يلتزم الطفل بالصلاة ويبرمج عليها عقيدة وسلوكًا ونظامًا بحياته..
وهذه السنوات الثلاث تعد تدرجًا في عملية الالتزام بالصلاة .
- ثلاث سنوات كافية للبرمجة الإيجابية..
ثلاث سنوات يعني(5475) صلاة مرت على الطفل ، (5475) وقت انتظم فيه الطفل..
وهذا يعد كافيًا لبرمجة الطفل على إقامة الصلاة..
وأي طفل خضع لهذا العدد الهائل من التكرار لا يمكنه أن يشذ على الصلاة أو يتركها .. ولا يفعل ذلك إلا الحالات الشاذة.. والشاذ علاجه الكي ..
- الصلاة أنموذج للتعامل مع باقي السلوكيات
والسؤال المطروح ..
هل يضرب الطفل مثلا على عناده وهو ابن ثلاث سنوات ؟
أو عند كثرة حركته؟ أو عند كذبه أحيانا؟ أو عند تخريبه لأثاث المنزل؟
مهما اختلفنا حول الإجابة فإننا لا يمكن أن نختلف عند دور الأب والأم التربوي.. وهو تعليم الطفل لفترة ثلاث سنوات قبل أن يحق لنا اللجوء إلى العقاب علمًا بأن الكثير من سلوكيات الطفل المزعجة هي علامات النمو السليم في حياته.
والجهل وقلة الصبر يجعلانها مزعجة، وقياسا على الصلاة فإنه يفهم من الحديث ما يلي:
- ثلاث سنوات من التعليم:
بمختلف الوسائل التشجيعية والتدريبية …
- لا يضرب الطفل قبل عشر سنوات:
ضرب الطفل قبل أن يصل سن عشر سنوات فيه منافع عاجلة يراها الآباء ..لكن مفسدته على المدى الطويل أكبر بكثير..
- الرسول صلى الله عليه وسلم ما ضرب قط.
إن الاستدلال بحديث الضرب مطلوب بفهم الحديث ،والمطلوب كذلك الاستدلال واستحضار أنه صلى الله عليه وسلم ما ضرب امرأة له ولا خادمًا ، ولا ضرب شيئًا بيده قط.. إلا في سبيل الله ، أو تنتهك حرمات الله فينتقم لله …
أنس بن مالك يلخص عشر سنوات من ممارسة الرسول صلى الله عليه وسلم التربوية” خدمت رسول الله عشر سنين فلم يضربني ضربة قط، ولم يسبني ، ولم يعبس في وجهي، وكان أول ما أوصاني به أن قال يا بني اكتم سري تكن مؤمنًا ، فما أخبرت بسره أحدا وان كانت أمي وأزواج النبي يسألنني أن أخبرهن بسره فلا أخبرهن ولا أخبر بسره أحدًا أبدًا”
- التأديب بالاحترام والتقدير والمحبة والثقة لا بالخوف والهيبة !!
- إن طبيعة الطفل أنه يحترم ويقدر من يحب لا من يخاف
- والسلوك الطلوب أن نجعل الطفل يحبنا ويخاف غضبنا.. بتوازن.
وقفــــــــــــــــــــة:
من أين نتعلم التربية.. من كتب مترجمة من لغة أخرى ومن بيئة حضارية مختلفة؟
التربية عملية تهتم ببناء الإنسان من مختلف مكوناته الروحية والعقيدية والوجدانية والفكرية والجسمية
لذلك لو أردنا الاستفادة أن نقنن ما نطلع عليه من الغرب ..
التقنين ليس حرفيا وإنما تكييف ما قد يصل له العالم هناك ليتناسب مع بيئتنا وعرضه على معاييرنا وقيمنا ومعتقداتنا التي تشكل الهوية.