معظم الناس يظنون أن الأطفال غير مؤهلين للتفكير بطريقة جيدة، وهذه فكرة خاطئة، فالأطفال يستطيعون التفكير وإيجاد الحلول إذا تلقوا التدريب المناسب.
تكمن أهمية تدريب الطفل على التفكير بحسب العصر الذي يعيش فيه، ففي الماضي كانت الحياة بسيطة فلا يتعلم الأبناء الا ما يُسهل عليهم معيشتهم. والآن لا يكاد ينجح شخص الا بما يمتلك من علوم ومعارف.
صناعة الطفل المفكر
على المربي تدريب الطفل على التأمل وطرح الأسئلة وتقديم المقترحات وتعويدهم على عدم التعلق بظواهر الأمور ولكن حثهم على الاستكشاف الذي يحسن نشاطهم الذهني وسوية حكمهم العقلي.
فقد اعتادت مدارسنا على تقديم المعلومات جاهزة للطفل واختزان أفكار الكبار كمعايير للصواب والخطأ مما أدى الى ضمور في التفكير والكف عن السؤال.
خصائص الطفل المفكر:-
علينا أن نعي الفرق بين التفكير الذي يشغل العقل من أجل تسيير أمور الحياة والنشاط العقلي الذي يمارسه المتميزون في كسب المزيد من المعرفة ومواجهة وحل المشكلات بطريقة مبدعة.
- الترحيب بالجديد:-
غالبية المعلمين حين يطرحون فكرة جديدة لا يتفاعل معها في الصف الا خمسة او ستة طلاب والباقي من الطلاب للأسف يبدون لا مبالاة وعدم فهم الفكرة.
فالطفل المفكر يحب كل جديد و يكره الجمود فهذه فرصة سانحة لتحقيق شيء جديد والتفكير فيه، فعلى المربي تشجيع الأطفال وتحفيزهم للاهتمام بكل ما هو جديد.
- التسامح مع الغموض:-
يميل الاطفال – والبشر بشكل عام- إلى السهل، فهم لا يقرؤون الا الكتب السهلة؛ وهي كتب ليس لها فائدة لهم بسبب خبراتهم السابقة بمواضيعها.
على المربي تشجيع الطفل على تصور بعض المواقف والنماذج الغامضة فهي السبيل لارتقاء العقل، وعلية طلب قراءة الكتب المناسبة الجديدة وتلخيصها باستخدام عبارتهم الخاصة لإيصال أفكار المؤلف؛ فيشعر الطفل بدوره في نقل المعرفة والاضافة اليها.
- التروي والأناة:-
صفة الأناة صفة قد تكون مفقودة ضمن خصائص الطفل، فهو بطبيعته عجول مدفوع للانتقال من مرحلة الى اخرى.
وهنا نذكر بعض النقاط المهمة التي وعلى المربي الانتباه لها:
أولا: أن يكون نموذجًا لصفة الأناة، فيفكر بشكل مسموع ويركز ويحرص على طلب أفكار أخرى بقوله : (مازلنا في مرحلة جمع البيانات نحتاج أفكار أخرى)
ثانيًا: تعويد الصغار على الصبر والأناة من خلال الاختبارات في المعامل ومن خلال العصف الذهني داخل الصف.
- الميل للاستقلال:-
خلق الله الفرد اجتماعي بطبعه ولكن له أفكاره وشخصيته الفريدة.
على المربي مساعدة الطفل على التفريق بين الشخص الإمعة والاستقلالي ، والأسرة تلعب الدور الأساسي في صقل عقلية الطفل بحيث يصبح استقلالي بطبعه، وذلك عن طريق السماح له بالاعتراض عما لا يعجبه، ابداء اراءه وافكاره ، نصحه حين يتعصب لرأي واحد، ثم تكمل المدرسة مهمة الأسرة بحيث لا يشعر المعلم عند ابداء الطالب رأيه كتشكيك في مصداقيته.
- حب اللعب والمرح:
الضحك له فوائده منها تخفيف التوتر، تفريج بعض الهموم، وايضا تفتيح الذهن.
قد يربي الوالدان أبنائهم على الجدية وينهونهم عن اللعب ، والمدارس أيضا قد ترى اللعب والمرح عدم احترام للعلم والتعلم. كلنا نعلم كيف كان الرسول يمازح الصبية وحتى الكبار.
فعلى المربي ادراك هذا الجانب وأيضا ادخال الطفل في الألعاب الجماعية التي تعود على التعاون واحترام قواعد اللعبة والروح الرياضية.
تدريبات وتطبيقات
- ناقش مع الأطفال مسألة تقديس الناس لكل قديم وقبول بعضهم الآخر بكل جديد مع بيان حيثيات خطأ كلا الموفقين.
- اطلب من الطفل أن يذكر أربعُا من النتائج السلبية التي تترتب على العجلة في اتخاذ القرارات.
- علم الطفل الفرق بين احترام الآخرين وبين تقليدهم في آرائهم.
- على المعلم أن يشجع الطلاب على الحل الجماعي للوجبات المدرسية.
- يطلب المعلم من بعض الطلاب إلقاء بعض الطرف المهذبة من حين لآخر.